كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وحصول ذلك الشقاق مظنون لا معلوم، ومنها الحكم على الشخص المعين بكونه مؤمنًا مظنون وينبني على هذا الظنّ أحكام كثيرة مثل حصول التوارث ومثل الدفن في مقابر المسلمين، ومنها الاعتماد على صدق الأصدقاء وعداوة الأعداء كلها مظنونة وبناء الأمر على تلك الظنون. وقال صلى الله عليه وسلم: «نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر» وذلك تصريح بأنّ الظنّ معتبر فبطل قول من يقول أنه لا يجوز بناء الأمر على الظنّ، ثم علل تعالى النهي مخوّفًا بقوله تعالى: {إن السمع والبصر} وهما طريقا الإدراك {والفؤاد} الذي هو آلة الإدراك، ثم عوّل تعالى الأمر بقوله تعالى: {كل أولئك} أي: هذه الأشياء العظيمة العالية المنافع البديعة التكوين. تنبيه: أولاء وجميع أسماء الإشارة يشار بها للعاقل وغيره كقول الشاعر:
ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى ** والعيش بعد أولئك الأيام

يجوز في ذم فتح الميم وكسرها وضمها وقوله بعد منزلة اللوى أي: بعد مفارقتها والإضافة في منزلة اللوى للبيان وهو ممدود ولكن قصره هنا للضرورة والعيش عطف على المنازل والأيام صفة لاسم الإشارة أو عطف بيان له {كان عنه} أي: بوعد لا خلف فيه {مسؤولًا} بسؤال يخصه.
تنبيه:
ظاهر الآية يدل على أنّ الجوارح مسؤولة وفيه وجوه الأوّل: أنّ معناه أنّ صاحب السمع والبصر والفؤاد هو المسؤول لأنّ السؤال لا يصح إلا ممن كان عاقلًا وهذه الجوارح ليست كذلك بل العاقل الفاهم هو الإنسان كقوله تعالى: {واسأل القرية} [يوسف] أي: أهلها والمعنى أنه يقال للإنسان لم سمعت ما لم يحل سماعه ولم نظرت ما لم يحل نظره ولم عزمت على ما لم يحل لك العزم عليه.
الثاني: أنّ تقدير الآية أنّ أولئك الأقوام كلهم مسؤولون عن السمع والبصر والفؤاد فيقال لهم استعملتم السمع فيماذا أفي الطاعة أم في المعصية؟ وكذا القول في بقية الأعضاء وذلك لأنّ الحواس آلات النفس والنفس كالأمير لها والمستعمل لها في مصالحها فإن استعملها في الخيرات استوجب الثواب، وإن استعملها في المعاصي استحق العقاب.
الثالث: أن الله تعالى يخلق الحياة في الأعضاء ثم أنها تسأل لقوله تعالى: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون} [النور 24] فكذلك لا يبعد أن يخلق العقل والحياة والنطق في هذه الأعضاء ثم أنها تسأل روى عن شكل بن حميد قال: أتيت النبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبيّ الله علمني تعويذًا أتعوذ به فأخذ بيدي ثم قال: «قل أعوذ بك من شرّ سمعي وشر بصري وشرّ لساني وشرّ قلبي وشرّ منيي» قال: فحفظتها، قال سعد: المني ماؤه.
النهي الثاني: قوله تعالى: {ولا تمش في الأرض} أي: جنسها {مرحًا} أي: ذا مرح وهو شدّة الفرح والمراد من الآية النهي عن أن يمشي الإنسان مشيًا يدل على الكبرياء والعظمة. قال الزجاج: ولا تمش في الأرض مختالًا فخورًا، ونظيره قوله تعالى في سورة الفرقان: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا} [الفرقان 63]
وقال تعالى في سورة لقمان: {واقصد في مشيك واغضض من صوتك} [لقمان 19].
وقال تعالى فيها: {ولا تمش في الأرض مرحًا إنّ الله لا يحب كل مختال فخور} [لقمان 18].
ثم علل تعالى النهي عن ذلك بقوله تعالى: {إنك لن تخرق الأرض} أي: تثقبها حتى تبلغ آخرها بكبرك {ولن تبلغ الجبال طولًا} أي: بتطاولك وهو تهكم بالمختال لأنّ الاختيال حماقة مجردة لا تفيد شيئًا ليس في التذلل وفي ذلك إشارة إلى أنّ العبد ضعيف لا يقدر على خرق أرض ولا وصول إلى جبال فهو محاط به من فوقه ومن تحته بنوعين من الجمادات وهو أضعف منهما بكثير والضعيف المحصور لا يليق به التكبر فكأنه قيل له تواضع ولا تتكبر فإنك خلق ضعيف من خلق الله محصور بين حجارة وتراب فلا تفعل فعل المقتدر القوي وقيل ذكر ذلك لأن من مشى خيلاء يمشي مرّة على عقبيه ومرّة على صدور قدميه فقيل له إنك لن تثقب الأرض إن مشيت على عقبيك ولن تبلغ الجبال طولا إن مشيت على صدور قدميك. قال عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مشى تكفأ تكفأ كأنما ينحط من صبب». وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: «ما رأيت أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنّ الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدًا أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له إنا لنجهد أنفسنا وإنه غير مكترث». وقوله تعالى: {كل ذلك} إشارة إلى ما نهى عنه مما تقدّم فإنّ الذي تقدّم منهيات ومأمورات وجملة ذلك من قوله تعالى: {لا تجعل مع الله إلهًا آخر} [الإسراء] إلى هنا خمسة وعشرون وها أنا أسردها لك تسهيلًا عليك. فأوّلها: {لا تجعل مع الله إلهًا آخر} [الإسراء].
وثانيها وثالثها: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه} لاشتماله على تكليفين الأمر بعبادة الله تعالى والنهي عن عبادة غيره. ورابعها: {وبالوالدين إحسانًا}. خامسها: {فلا تقل لهما أف}. سادسها: {ولا تنهرهما}. سابعها: {وقل لهما قولًا كريمًا} ثامنها: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}. تاسعها: {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}. عاشرها: {وآت ذا القربى حقه}. حادي عشرها: {والمسكين}. ثاني عشرها: {وابن السبيل}. ثالث عشرها: {ولا تبذر تبذيرًا}. رابع عشرها: {فقل لهم قولًا ميسورًا}. خامس عشرها: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك}. سادس عشرها: {ولا تبسطها كل البسط}. سابع عشرها: {ولا تقتلوا أولادكم}. ثامن عشرها: {ولا تقتلوا النفس}. تاسع عشرها: {ومن قتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانًا}. عشروها: {فلا يسرف في القتل} حادي عشريها: {وأوفوا بالعهد} ثاني عشريها: {وأوفوا الكيل}. ثالث عشريها: {وزنوا بالقسطاس المستقيم}. رابع عشريها: {ولا تقف ما ليس لك به علم}. خامس عشريها: {ولا تمش في الأرض مرحا}. فكل هذه تكليفات بعضها أوامر وبعضها نواه فالمنهي عنه هو الذي الذي قال تعالى فيه: {كان سيئه عند ربك مكروهًا} أي: يبغضه والعاقل لا يفعل ما يكرهه المحسن إليه. وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بفتح الهمزة وبالتاء منونة منصوبة وقرأ الباقون بضم الهمزة والهاء مضمومة من غير تنوين.
والمعنى على هذا ظاهر، أي: إن سيئ تلك الأقسام يكون مكروهًا، وأمّا القراءة الأولى فسيئة خبر كان وأنث حملًا على معنى كل ثم قال مكروهًا حملًا على لفظها. وقال الزمخشري: إن السيئة في حكم الأسماء بمنزلة الذنب والاسم زال عنه حكم الصفات فلا اعتبار بتأنثيه ولا فرق بين سيئة وسيأ ألا ترى أنك تقول الزنا سيئة كما تقول السرقة سيئة فلا فرق بين إسنادها إلى مذكر ومؤنث، وفي نصب مكروهًا أوجه أحدها: أنه خبر ثان لكان. الثاني: أنه بدل من سيئة وضعف بأن البدل بالمشتق قليل. الثالث: أنه حال من الضمير المستتر في عند ربك لوقوعه صفة لسيئه. الرابع: أنه نعت لسيئه وإنما ذكّرَ وصف سيئه لأن تأنيثه وتأنيث موصوفه مجازي، وردّ بأن ذلك إنما يجوز حيث أسند إلى المؤنث المجازي، أما إذا أسند إلى ضميره فلا نحو الشمس طالعة فلا يجوز طالع.
وقوله تعالى: {ذلك} إشارة إلى الأحكام المتقدّمة في الأوامر والنواهي {مما أوحى إليك} يا أشرف الخلق {ربك} أي: المحسن إليك {من الحكمة} التي هي معرفة الحق لذاته والخير للعمل به، وإنما سميت هذه الأمور حكمة لوجوه الأول: أنّ حاصلها يرجع إلى الأمر بالتوحيد، وأنواع الطاعات والخيرات والإعراض عن الدنيا والإقبال على الآخرة فالآتي بمثل هذه الشريعة لا يكون داعيًا إلى دين الشيطان، بل الفطرة الأصلية تشهد بأنه يكون داعيًا إلى دين الرحمن. الثاني: أنّ هذه الأحكام المذكورة في هذه الآيات شرائع واجبة الرعاية في جميع الأديان والملل ولا تقبل النسخ والإبطال فكانت محكمة، وحكمة من هذا الاعتبار. الثالث: أنّ الحكمة عبارة عن معرفة الحق لذاته والخير للعمل به، كما مرّت الإشارة إليه، فالأمر بالتوحيد عبارة عن القسم الأول وسائر التكاليف عبارة عن تعليم الخيرات حتى يواظب عليها ولا ينحرف عنها فثبت أنّ الأشياء المذكورة من هذه الآيات عين الحكمة.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن هذه الآيات كانت في ألواح موسى عليه السلام وجعل سبحانه وتعالى فاتحتها قوله تعالى: {لا تجعل مع الله إلهًا آخر} وخاتمتها قوله تعالى: {ولا تجعل مع الله إلهًا آخر} تنبيهًا على أنّ التوحيد مبدأ الأمور ومنتهاه، وأنّ من قصد بفعل أو ترك غيره ضاع سعيه وأنه رأس الحكمة وملاكها ورتب عليه ما هو عائدة الشرك في قوله تعالى أوّلًا: {ولا تجعل مع الله}، أي: في الدنيا، وثانيًا ما هو نتيجته في العقبى فقال: {فتلقى} أي: فيفعل بك في الآخرة في الحشر {في جهنم} من الإسراع فيه وعدم القدرة على التدارك فعل من ألقى من عال حال كونك. {ملومًا} أي: تلوم نفسك {مدحورًا} أي: مبعدًا من رحمة الله. تنبيه: ذكره سبحانه وتعالى في الآية الأولى بقوله تعالى: {مذمومًا مخذولًا} وفي هذه الآية {ملومًا مدحورًا} والفرق بين الذم واللوم هو أن يذكر له أنّ الفعل الذي أقدم عليه قبيح ومنكر فهذا معنى كونه مذمومًا ثم يقال له فعلت هذا الفعل القبيح وما الذي حملك عليه فهذا هو اللوم فأوّل الأمر يصير مذمومًا وآخره يصير ملومًا، والفرق بين المخذول والمدحور هو أن المخذول عبارة عن الضعيف يقال تخاذلت أعضاؤه، أي: ضعفت والمدحور هو المطرود والطرد عبارة عن الاستخفاف والإهانة فكونه مخذولًا عبارة عن ترك إعانته وتفويضه إلى نفسه وكونه مدحورًا عبارة عن إهانته فيصير أوّل الأمر مخذولًا وآخره مدحورًا. وقوله تعالى: {فأصفاكم ربكم بالبنين} خطاب للذين قالوا الملائكة بنات الله والهمزة للإنكار، أي: أفخصكم ربكم على وجه الخلوص والصفاء بأفضل الأولاد وهم البنون، ولم يجعل فيهم نصيبًا لنفسه {واتخذ من الملائكة إناثًا} أي: بنات لنفسه وهذا خلاف ما عليه معقولكم وعادتكم، فإنّ العبيد لا يستأثرون بأجود الأشياء وأصفاها من الشوائب ويكون أردؤها وأدونها للسادات {إنكم لتقولون قولًا عظيمًا} بإضافة الأولاد إليه لأن إثبات الولد يقتضي كونه تعالى مركبًا من الأبعاض والأجزاء وذلك يقدح في كونه قديمًا واجب الوجود لذاته، وأيضًا فبتقدير ثبوت الولد فقد جعلوا أشرف القسمين لأنفسهم وأخس القسمين لله تعالى وهذا جهل عظيم، وأيضًا جعلوا الملائكة الذين هم من أشرف خلق الله الذين منهم من يقدر على حمل الأرض وقلب أسفلها على أعلاها إناثًا في غاية الرخاوة.
ولما كان في هذا من البيان ما لا يخفى على إنسان ولم يرجعوا أشار إلى أنّ لهم مثل هذا الإعراض عن أمثال هذا البيان فقال تعالى: {ولقد صرّفنا} أي: بينا بيانًا عظيمًا بأنواع طرق البيان من العبر والحكم والأمثال والأحكام والحجج والإعلام في قوالب الوعد والوعيد والأمر والنهي والمحكم والمتشابه إلى غير ذلك {في هذا القرآن} أي: في مواضع منه من الأمثال كما قال تعالى: {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل} [الروم] قيل لفظة في زائدة كما في قوله تعالى: {وأصلح لي في ذريتي} [الأحقاف] ورد بأنّ في لا تزاد وما ذكر متأوّل كما يأتي إن شاء الله تعالى في الأحقاف والتصريف لغة صرف الشيء من جهة إلى أخرى ثم صار كناية عن التبيين قاله أبو حيان. وقوله تعالى: {ليذكروا} متعلق بصرفنا وقرأ حمزة والكسائي بسكون الذال ورفع الكاف من غير تشديد من الذكر الذي هو بمعنى التذكر والباقون بفتح الذال والكاف مع تشديدهما. {وما يزيدهم} أي: التصريف {إلا نفورًا} أي: تباعدًا عن الحق وقلة طمأنينة إليه، وعن سفيان كان إذا قرأها قال: زادني ذلك لك خضوعًا ما زاد أعداءك نفورًا. ثم قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {قل} أي: لهؤلاء المشركين ولا تيأس من رجوع بعضهم. {لو كان معه آلهة كما تقولون} من هذه الأقوال التي لو قالها أعظمكم في حق أدناكم وهو يريد بها حقيقتها لصار ضحكة للعباد {إذا لابتغوا} أي: طلبوا طلبًا عظيمًا {إلى ذي العرش} أي: صاحب السرير الأعظم المحيط الذي من ناله كان منفردًا بالتدبير {سبيلًا} أي: طريقًا سالكًا يتوصلون به إليه ليقهروه ويزيلوا ملكه كما ترون فعل ملوك الدنيا بعضهم مع بعض أو ليتخذوا عنده يدًا يقربهم إليه، وقرأ ابن كثير وحفص بالياء على الغيبة والباقون بالتاء على الخطاب وأدغم أبو عمرو الشين من العرش في السين بخلاف عنه.
ثم نزه سبحانه وتعالى نفسه فقال عز من قائل:
{سبحانه} أي: تنزه التنزه الأعظم عن كل شائبة نقص {وتعالى} أي: علا أعلى العلوّ بصفات الكمال {عما يقولون} أي: من هذه النقائص التي لا يرضاها لنفسه أحد من عقلاء خلقه {علوًّا} أي: تعاليًا {كبيرًا} أي: متباعدًا غاية البعد عما يقولون فإنه تعالى في أعلى مراتب الوجود وهو كونه واجب الوجوب والبقاء لذاته.
تنبيه:
جعل العلوّ مصدر التعالي ومصدره تعاليًا كما قدّرته فهو المراد ونظيره قوله تعالى: {والله أنبتكم من الأرض نباتًا} [نوح].
فإن قيل: ما الفائدة في وصف ذلك العلو بالكبير؟
أجيب: بأنّ المنافاة بين ذاته وصفاته سبحانه وبين ثبوت الصاحبة والولد والشركاء والأضداد والأنداد منافاة بلغت في القوّة والكمال إلى حيث لا تعقل الزيادة عليها لأنّ المنافاة بين الواجب لذاته وبين الممكن لذاته وبين القديم والمحدث وبين الغني والمحتاج منافاة لا تعقل الزيادة عليها فلهذا السبب وصف الله تعالى ذلك العلو بالكبير. وقرأ حمزة والكسائي بالتاء على الخطاب والباقون بالياء على الغيبة، ثم استأنف تعالى بيان عظمة هذا التنزيه مقرونًا بالوصف بالكمال فقال:
{تسبح} أي: توقع التنزيه الأعظم {له} أي: الإله الأعظم الذي تقدّم وصفه بالجلال والإكرام خاصة {السموات السبع والأرض} أي: السبع {ومن فيهنّ} أي: من ذوي العقول {وإن} أي: وما وأغرق في النفي فقال: {من شيء} أي: ذي عقل أو غيره {إلا يسبح بحمده} أي: يقول سبحان الله العظيم وبحمده، أو يقول سبحان الله وبحمده. وقال ابن عباس: وإنّ من شيء حيّ إلا يسبح بحمده. وقال قتادة: يعني الحيوانات والناميات. وقال عكرمة: الشجرة تسبح والإسطوانة تسبح وعن المقداد بن عدي: التراب يسبح ما لم يبتل فإذا ابتل ترك التسبيح والورقة تسبح ما دامت على الشجرة فإذا سقطت تركت التسبيح والماء يسبح ما دام جاريًا فإذا ركد ترك التسبيح والثوب يسبح ما دام جديدًا فإذا وسخ ترك التسبيح. وقال السيوطي: في جواب سؤال عن ذلك:
قد خصصت آية الأسرى بمتصف ** وصف الحياة كرطب الزرع والشجر

فيابس مات لا تسبيح منه كذا ** وما زال عن موضع كالقطع للحجر